المادة    
السؤال: ماذا ترون في التبرج الخفي، والمتمثل في لبس البرقع عند كثير من نساء المسلمين؟
الجواب: المرأة الكاسية العارية التي جاء وصفها في الحديث {ونساء كاسيات عاريات} هي على عدة معان في الحديث، ولعل المعنى الأرجح: أن تكون المرأة كاسية متسترة متحجبة ولكنها ظاهرة العورة؛ إما لأن لباسها يشف، أو لأنه يصف، أو ما أشبه ذلك.
فلبس هذا البرقع بعد أن كان عادةً -ولا سيما في البادية- صار هذه الأيام موضة؛ حيث تلبسه بعض النسوة بطريقة تلفت إليها الأنظار أكثر مما لو كانت سافرة، فتبدي شيئاً من شعر الرأس، وتبدي العينين كاملتين وما حولهما، وتبدي أيضاً أعالي الخدين بصورة فاتنة، فهذه تعد كاسية عارية، ولا يجوز أن يقر هذا الوضع من أولياء الأمور الذين يباشرون ذلك كالزوج أو الأب، ولا من أولياء الأمور عامةً الذين يجب عليهم أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، في المدارس، أو في الهيئات، أو في الشوارع، وما أشبه ذلك.
هذا مما لا يجوز، وهو نوع من التبرج، وكل ما أدى إلى الفتنة فإنه لا يجوز.
وعلى المرأة إذا خرجت لحاجة أو ضرورة ألا تخرج متطيبة، ولا تخرج إلا وهي في هيئة رثة لا تلفت النظر، ثم إذا قضت حاجتها فعليها أن تبادر بالرجوع إلى بيتها أما أن تلبس المرأة هذا الزي، وتخرج إلى الأسواق متعطرة خاضغة بالقول عند الرجال الأجانب، فإذا نصحت في ذلك قالت: أنا محجبة، أنا برقعي علي، لماذا لا تنظر إلى اللاتي لا يتحجبن؟! ليس هذا حجاباً، وليس هذا الدين بالهوى.
فيجب على رجال الحسبة، وعلى الدعاة إلى الله، وعلى أولياء الأمور أن يتفطنوا إلى خطر هذا التبرج الخفي.